بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

معنى الجنس

الجنس ومعناه الإنساني
• ما هو الجنس؟
• هل يُخيب الأمل في الزواج؟!
الجنس طاقة إنسانية نفسية جسدية، وهو جزء من كيانا الإنساني، لأنه يلعب دوراً مهماً وفعالاً في حياتنا كأزواج،حيث يبدأ من الطفوله وحتى الشيخوخه.
يعتبره البعض و ينظرون إليه مثلما ينظرون إلى الجنس في الحيوان، فيكون الجنس في رأيهم وسيلة لإشباع الغريزة والشهوة.
أما البعض الآخر فيعتبرونه شراً في حد ذاته أو نقمة، وبذلك يكون كل ما يتصل بالجنس ـ في رأيهم ـ خطيئة وبعداً عن الله.
إذًا ما هو دور الجنس في حياتنا؟
الجنس ليس طاقة بيولوجية بحتة كما هو الحال في الحيوان، إنما هو طاقة نفسية جسدية تعمل في كل كياننا، إنه إمكانية تساعد الإنسان على الخروج عن ذاته إلى "الآخر" كي يتحد به، فالعاطفة الجنسية إذن طاقة حب و اتحاد. وهي لا تقف عند وظيفة التناسل كما هو الحال في الحيوان، لأنها في الواقع طاقة حب جبارة تدفع بالفرد إلى الانفتاح، وتخرجه من العزلة والأنانية فيتفاعل مع من حوله من البشر، ويؤدي وظيفته الاجتماعية على أكمل وجه.
فالطاقة الجنسية مصدر كل حب وتعاطف وحنان ومودة، فهي لا تنحصر في شكل العلاقة بين الرجل والمرأة، وهي أيضاً طاقة دافعة إلى الخلق والابتكار والإبداع والطموح الإنساني. الجنس يميل لإتصال حميم بالآخر.
الزواج هو المكان الذي يُكتشف الآخر فيه على حقيقته وبالتالي يُحَب من أجل نفسه. ولكن الزوجين يعيشان جنباً إلى جنب مدى العمر. فالزواج هو المكان الذي يُحب فيه الشريك.
هو المكان الذي يُضطر المرء فيه إلى أن ينقي حبه لكي يدوم. فيحب الآخر من أجل نفسه، لا من أجل الأحلام التي راودته عنه.
هكذا ينمو الحب ويتعمق من خلال امتحان الحياة المشتركة في الزواج وتأزمها.
ففي الزواج يواجه كل من المحبين نقائص الآخر. تلك النقائص، التي لا يخلو منها كائن بشري.
والحياة الزوجية محك للحب ومدعاة لنموه، لأنها دعوة دائمة إلى تحقيق وحدة حقيقية بين المحبين.
وتدفع الأنانيين إلى الاندماج في ذات جديدة تجمعهما كليهما، متجاوزة فردية كل منهما.
• الزواج مكان خصب للحب:
هو المكان الحقيقي الذي يرتضي فيه المحبان أن يتجسد حبهما في كائن جديد هو ثمرة لقائهما العميق المُعَبر عنه بإتصال جسديهما. هذا يعني أن إنجاب الذرية، لا يأتي، رغم أهميته، بالنسبة للجنس الإنساني، إلا في المرتبة الثانية.
وغاية الزواج الأساسية إنما هي تحقيق الحب و التفاهم و التواجد مع شريك حياتي الآخر، أما الطفل فهو ثمرة هذه الحقيقة، امتداد وانعكاس للملء الزوجي. فالطفل يجسد الحب الزوجي. وبذلك يشكل رابطاً جديداً يجمع بين الزوجين. كما أن الطفل ينقذ الحب الزوجي من خطر الانطوائية التي هي، في النهاية، عدوه اللدود، لأنها تحول الزواج إلى قوقعة ينشد فيها كل من الزوجين رفاهيته، ويتوصل تدريجياً إلى اعتبار الآخر مجرد وسيلة لهذه الرفاهية.

من كتاب الجنس و معناه الانساني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق