بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

لفت النظر

مواضيع ساخنة - صحة نفسية
alt
هل تحب لفت النظر إليك؟!
 ·        هل لفت النظر يعتبر غروراً؟
 ·        من هو الشخص المغرور؟
"اتفق كل من مهند وخالد (17 سنة) على أن يتنافس كل منهما لبقية الشلة أنه الأقوى، والأشجع، والأسرع، وفي الوقت نفسه حتى يلفتا إليهما نظر كل المارين في ذلك الوقت وذلك رغم خطورة هذه المنافسة، سواء عليهما أو على المارين.

اما "و. ف"، فقد اعتادت أن تـزهو أمام صديقاتها بأنها الأجمل، والأشيك، والأكثر ذكاءً وفطنة، والأكثر معرفة بما يدور في العالم من حولها.. إذ يسعدها الشعور بأنها تتميز عن الآخرين.  
لماذا يحب بعض الشباب أن يشعروا بالاختلاف حتى عن أصدقائهم، وفي أمور قد لا تهم أحداً غيرهم؟ وماذا يكون شعورهم تجاه أنفسهم، وتجاه الآخرين؟
-   من طبيعة سن المراهقة، رغبة المراهق في أن يشعر بالاختلاف، ولكن عادة يأخذ هذا السلوك مظهراً طبيعياً، ولكنه عندما يزيد عن الحد المعقول، ليصبح هو كل ما يشغل بال المراهق، فهنا تصبح مشكلة.
-   عادةً يشعر الشاب الذي يملؤه الزهو بالنفس، أو بالغرور، بالعداء تجاه الآخرين، فعلى الرغم من شعوره الداخلي بأن الآخرين يتفوقون عليه، إلا أنه يهيء لنفسه أنه هو الذي يتفوق عليهم، وهو الأفضل، وأنه لو اتيحت له الفرصة لصنع الكثير.
-   رفض النصيحة حتى لو كانت من أقرب صديق إليه، أو من والده، أو من معلمه، إذ يعتبر أن هذه النصائح ناتجة عن الغيرة منه، أو لأن هذا الشخص لا يستطيع أن يفعل مثله.
-   قد تكون هناك مشكلة في حياته الأسرية، أو لعدم إحراز النجاح في الدراسة، لذا فهو يبحث عن شيء آخر يلفت به النظر إليه، حتى لا يشعر بأنه أقل أو أضعف من غيره.
-   عادةً يركز الشاب على أمر واحد يشعر بأنه يختلف به عن الآخرين، في حين أنه لا يجد من يهتم بهذا الأمر سوى نفسه فقط، فيهمل أن يبحث داخل نفسه عن مواهب وإمكانات حقيقية وهبها الله له، ومنحها إياه، وهو لا يدري عنها شيئاً.
-   هو (هي) لا يحب أن يوضع في موقف أو تساؤل يشعر فيه أنه لا يستطيع الإجابة، لذا فهو يبحث دائماً عن إجابات ترضيه ومبررات لتصرفاته.
-         عدم الاعتراف بالخطأ يجعل الشخص المغرور يعيش في وهم أنه دائماً على حق، وأنه محل إعجاب الآخرين.
لذلك فهذا النوع من الشباب لا يستطيع أن يعرف كيف يحل مشكلاته، لأنه لا يعترف بها، فالشخص لا يتعلم من أخطائه باعترافه بها، وباعترافه بتقصيره في أمر ما، ثم بتصميمه على عدم تكرار هذا الخطأ.  
وعلى الشاب الذي يشعر بداخله بأنه يتفوق ويمتاز عن كل من حوله وبأنه أفضل منهم جميعاً، ألا يستسلم لهذه المشاعر السلبية، إذ ستقف هذه المشاعر حائلاً بينه وبين الناس، فالناس يحبون من يتعامل معهم بعطاء وبحب، وإلا فسينصرفون عنه، إذ ليس هناك ما يجبر أحداً على التعامل مع زميل آخر يتعالى عليه.
لا يوجد إنسان يمكن أن يوصف بأنه الأحسن أو الأفضل، فالله سبحانه وحده هو الكامل، ولقد خلق كل منا بمميزات وخبرات ومواهب متعددة، لنعمل بها ونستخدمها فننجح في حياتنا. نساعد بها أناساً قد لا يستطيعون التفوق في هذه الأمور، وفي الوقت نفسه نستفيد بخبرة الآخرين ومعارفهم في أمور لا نعرفها.
فالإنسان الذي يقول إنه لا يحتاج لأحد، وأنه مكتف بنفسه فقط وبما لديه، هو أكثر الناس احتياجاً، وبخاصة لعطف الناس واهتمامهم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق